قطاع الخزانة والاستثمار
قطاع الخزانة والاستثمار
طرح العام 2020م تحديات غير مسبوقة، لاسيما تلك التي نشأت عن جائحة كوفيد19- وكان لها تأثير على جميع القطاعات والأعمال ونواحي الحياة. ومع ذلك، تمكن قطاع الخزانة والاستثمار من تسجيل أداء جيد وتحقيق نمو في أرباحه بفضل اعتماد حلول مبتكرة والإصرار على تحويل الأزمات إلى فرص.
ويدير القطاع احتياجات السيولة للبنك عبر استقطاب ودائع العملاء بتكلفة تنافسية والحفاظ على مستويات عالية منها، مع التركيز على الودائع المتوسطة والطويلة الأجل من خلال منتج الودائع والمرابحات لتنويع مصادر السيولة.
وتمكن القطاع في عام 2020م من المساهمة في زيادة أرباح البنك وتحقيق نمو في إيرادات الاستثمار وزيادة حصة قطاع الخزانة السوقية. ويأمل في تسجيل أداء متميز في المستقبل بفضل مبادرات طموحة والتزامه بمواكبة أحدث التكنولوجيات والممارسات العالمية، بالإضافة إلى تطبيق الدروس المستفادة من هذه السنة المليئة بالتحديات.
معلومات أساسية
كان عام 2020م عاماً غير مسبوق بالفعل. فقد كان علينا التعامل مع جائحة كوفيد19- وما نتج عنها من إغلاق كامل وقيود على السفر. وقد تسبب ذلك أيضاً في حدوث اضطراب شديد في الأسواق وضغوط على السيولة والتوسع في انتشار عمليات الائتمان. كما وصلت أسعار الفائدة إلى أدنى مستوى لها في التاريخ وانخفضت أسعار النفط. ومع ذلك، خفّف برنامج دعم وتمويل القطاع الخاص الذي وضعه البنك المركزي السعودي الصعوبات إلى حدٍ كبير، والذي مكّن القطاع المالي من دعم نمو القطاع الخاص وخاصة قطاع المنشآت متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة. ومن ضمن هذه المبادرات لدعم القطاع المصرفي فقد حصل بنك الرياض على ودائع بدون فوائد بلغت نحو 26 مليار ريال سعودي في إطار هذا البرنامج.
أداء قطاع الخزانة والاستثمار
قدم قطاع الخزانة والاستثمار أداءً جيداً للغاية في عام 2020م. وقد نمت أرباح القطاع في كل من إيرادات العمولات وإيرادات الاستثمار. حيث سجّلت إيرادات العمولات بمساعدة المشتقات المالية أفضل أداء على الإطلاق. كما تمكن البنك من تحقيق مكاسب كبيرة في العمولات والحصة السوقية من معاملات صرف العملات الأجنبية. وسجّلت إيرادات الاستثمار نمواً كبيراً نتيجة بعض التعديلات التي أجُريت على المحفظة الاستثمارية قبل ظهور الجائحة.
كما استفاد القطاع من انخفاض تكلفة التمويل في الوقت الذي أدى فيه دعم البنك المركزي السعودي إلى استقرار التكلفة خلال العام. إضافةً إلى ذلك، وضع البنك منهجية قوية لتسعير عمليات تحويل الأموال، وهو ما يمكّنه من تحديد الربحية على مستوى وحدة الأعمال والمنتج.
مواجهة التأثيرات المعاكسة
بالطبع كان التحدي الكبير خلال العام هو جائحة كوفيد19- والآثار المترتبة عليها. فقد تسببت الجائحة في اضطراب الأسواق والضغط على السيولة والتوسع في عمليات الائتمان.
كما سجّلت أسعار الفائدة مستويات منخفضة تاريخية. ومع ذلك، استطاع قطاع الخزانة والاستثمار الحفاظ على وضع السيولة والاستفادة من بعض التغيرات في الأسواق كما تمكّن قطاع الخزانة من زيادة حصته السوقية من خلال اعتماد حلول مبتكرة حققت عائدات مرتفعة. ومنح التبني المبكّر للوسائل الرقمية للتواصل مع العملاء ميزة وأفضلية للبنك وقام بالتنسيق مع الشركاء على مستوى العالم من أجل تطوير الحلول التي ستفيد عملائنا.
وقد استطاع قطاع الخزانة والاستثمار من خلال استراتيجيته الاستثمارية الاستفادة من الفرصة التي أتاحتها الضغوط السوقية الناجمة عن الجائحة واستثمر في أصول قيمة بنيت على أساسات ائتمانية راسخة. وقد استفاد البنك من الاستراتيجية الاستثمارية هذا العام، وسيواصل الاستفادة منها في السنوات القادمة.
التطورات والمبادرات
على الرغم من الأزمة التي تسببت بها الجائحة، تمكّن البنك من الحفاظ على معدلات سيولة قوية، ويرجع ذلك إلى حدٍ ما إلى الدعم الذي تلقاه من البنك المركزي السعودي الذي ضخ 50 مليار ريال سعودي للنظام المصرفي في منتصف عام 2020م لدعم السيولة. وقد تم تخفيف الضغط على سيولة الدولار الأمريكي من خلال اصدار صكوك دولية من المستوى الثاني بالدولار الأمريكي بقيمة 1.5 مليار دولار أمريكي في إطار برنامد إصدار الصكوك (EMTN programme).
Tوأدت الشكوك الاقتصادية الناجمة عن الجائحة إلى اتساع هوامش السندات. وهو ما أعطى فرصة لقطاع الخزانة والاستثمار أن يستثمر في أصول عالية الجودة بعوائد جذابة للغاية - وبالتالي استخلاص الفرصة من الوضع الصعب. وسنواصل الاستفادة من المزايا المُستمدّة من ذلك حتى العام المقبل.