كلمة رئيس مجلس الإدارة

يسرني باسم مجلس إدارة بنك الرياض تقديم التقرير السنوي للبنك والذي من خلاله يستعرض أداء البنك وبياناته المالية للعام المالي 2020م

ولا يخفى عليكم حجم التحديات التي واجهت الاقتصاد العالمي خلال عام 2020م، نتيجة جائحة كورونا، التي ألقت بظلالها الثقيلة وغير المسبوقة على الأوضاع الصحية والاقتصادية والاجتماعية في جميع دول العالم، وأثرت بشكل مباشر على قطاعات الأعمال والنشاط الاقتصادي.

ومما لا شك فيه؛ أن المملكة العربية السعودية لم تكن بمعزل عن عواقب هذه الجائحة، إلاّ أن الإدارة الحكيمة والتعامل بوعي والتكامل والتنسيق بين مختلف أجهزة الدولة في الاستجابة الفعالة لمواجهة الوباء واحتواء آثاره أدى الى الحد من مخاطره وتخطي الأزمة بأذن الله، إلا أن ذلك لا ينفي تأثر الاقتصاد بهذة الجائحة، وتباطؤ معدلات النمو، وبروز قائمة من التحديات التي استوجبت تضافر جهود كافة الجهات من القطاعين العام والخاص في سبيل مواجهتها والعمل على تجاوزها.

وكان القطاع المصرفي السعودي من القطاعات السبّاقة في اتخاذ التدابير الاحترازية المبكّرة، بهدف الحفاظ على استمرارية الأعمال، وتمكين الاقتصاد الوطني من مواجهة الجائحة، عبر تناغم مؤسسي متواصل بقيادة وزارة المالية، والبنك المركزي السعودي، وبتعاون لا محدود من قبل المؤسسات المصرفية التي أثبتت التزاماً لا يتزعزع بعمق انتمائها والوفاء بمسؤولياتها الوطنية والمجتمعية.

وبالنسبة لنا في بنك الرياض؛ فقد آثرنا الحفاظ على سلامة موظفينا وعملائنا، كأولوية قصوى تصدّرت قائمة اهتماماتنا خلال الجائحة، فعملنا على إطلاق حزمة من التدابير والإجراءات الوقائية استجابةً لتوجيهات الجهات الرقابية والتنظيمية، بهدف الحد من انتشار الفايروس. وطبقنا بنجاح آلية “العمل عن بُعد“ لمنسوبينا، مع مواصلة تقديم خدماتنا لعملائنا دون توقف من خلال شبكة فروع تم تخصيصها للعمل خلال الجائحة وباعتمادنا على منظومتنا المتقدمة للمصرفية الرقمية. كما عملنا على تطبيق الإجراءات الاحترازية والتي منها توفير أجهزة قياس الحرارة وكميات وافية من مواد التعقيم لموظفينا وعملائنا، مع المراعاة الدقيقة لمبدأ ”التباعد الاجتماعي“.

أما على الصعيد المالي، فقد كان بنك الرياض من أوائل البنوك التي تفاعلت مع حزمة مبادرات التحفيز المالي التي تبنّاها البنك المركزي السعودي لدعم استدامة أعمال المنشآت متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة خلال الجائحة، واستمرارنا بتقديم الحلول التمويلية الميسّرة لتلك المنشآت وتمكينها من مواصلة نشاطها والحفاظ على موظفيها، ومساندتها لتجاوز تبعات الجائحة والتحديات الاقتصادية التي فرضتها.

وعلى نحو متصل، استشعاراً بمسؤولياتنا المجتمعية، فقد بادرنا في بنك الرياض إلى الاستجابة الفورية والمساهمة المالية لدعم الصندوق المجتمعي وصندوق الوقف الصحي الذي جرى إطلاقهما لدعم الجهود المباركة في مواجهة الجائحة عبر رفع جاهزية الأجهزة الصحية من ناحية، وتوفير المساعدات اللازمة للجهات والشرائح المجتمعية المتضررة من ناحية أخرى، فيما تمكنا بنجاح من تنظيم حملة التوعية الخاصة بالاحتيال المالي ”خلها لك“ التي نفذها فريق العمل في بنك الرياض نيابة عن البنوك السعودية، وبدعم من البنك المركزي السعودي.

ولا يغيب الدور الفاعل الذي تبناه بنك الرياض في دعم مركز التميز للتوحد، والذي تم إطلاقه كمبادرة مشتركة بين وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والبنك المركزي السعودي، وبدعم مشترك من البنوك السعودية، وجرى تدشينه رسميًا خلال عام 2020م ليكون مركزًا إقليميًا رائدًا في مجال التعامل مع حالات التوحد.

وفي العام 2020م، واصلنا العمل بكل طاقاتنا للوصول إلى مستهدفات استراتيجيتنا، التي تضمنت خارطة طريق ليكون بنـك الريـاض هـو الخيـار الأول للعملاء، من خلال سلسلة واسعة من المبادرات التي تمكن البنك من خلالها من تعزيز قدرته التنافسية وحصته السوقية، وتسريع خطوات التحول الرقمي، وتحسين تجربة العملاء، وتطوير معايير بيئة الأعمال الجاذبة والتي نجح البنك فيها من تحقيق قفزة استثنائية في مؤشر بيئة العمل.

وكانت نتيجة تلك الجهود الحثيثة أننا تمكنّا ولله الحمد من توسيع قاعدة عملائنا، وتحقيق ارباح بلغت خلال العام (4.7) مليار ريال، فيما سجل البنك زيادة في حجم الودائع لتبلغ في نهاية العام (203) مليار ريال مقارنة مع (195) مليار ريال في نهاية العام السابق 2019م.

وفي ذات السياق، وضمن إجراءاتنا الدورية لمراجعة وتطوير استراتيجيتنا، فقد تبنى البنك المحاور الجديدة لاستراتيجية أعمالنا الهادفة لأن يكون بنك الرياض البنك الأفضل في المملكة في 2025م، من خلال تركيز الأولويات على المسارات العديدة التي ستحقق لنا بإذن الله طموحاتنا.

إن الأداء المالي لبنك الرياض خلال عام 2020م في ظل القيود التي فرضتها جائحة كورونا، كان إيجابيًا ومتينًا، ويعكس صلابة المركز المالي للبنك وقدراته وإمكانياته المتفوقة التي تمنحه العزيمة لتذليل العقبات، ومواصلة التقدم نحو الأمام، وصناعة فرص النمو والازدهار.

ختاماً؛ أتقدم بجزيل الشكر والتقدير للأخوة أعضاء مجلس الإدارة على دعمهم وجهودهم، وإلى مساهمينا وعملائنا الكرام لثقتهم وولائهم والتي كانت على الدوام موضع تقدير واعتزاز، كما أعبر بوجه خاص عن تقديرنا وامتناننا لكافة الجهات الحكومية والإشرافية والرقابية وفي مقدمتها البنك المركزي السعودي، ووزارة المالية، وهيئة السوق المالية، على جهودهم ودعمهم للقطاع المصرفي السعودي ولمؤسساته الوطنية، ولا يفوتني أن أؤكد التزامنا في بنك الرياض على مواصلة الاجتهاد بالعمل وبذل كل ما أوتينا من قوة وطاقة وإمكانيات ليكون النجاح والتميز حليفنا الدائم، وأن يكون بنك الرياض بدءًا من العام 2025م هو البنك الأفضل في المملكة.

م. عبدالله محمد العيسى
رئيس مجلس الإدارة

PREVIOUS PAGE

NEXT PAGE

Close